اكبر منتدى اسلامى (حلمنا نتبع سنة رسولنا)
خطبة وصية نبوية جامعة Copy_o13
اكبر منتدى اسلامى (حلمنا نتبع سنة رسولنا)
خطبة وصية نبوية جامعة Copy_o13
اكبر منتدى اسلامى (حلمنا نتبع سنة رسولنا)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةخطبة وصية نبوية جامعة I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول
خطبة وصية نبوية جامعة NG7zNXg9DdkAAAAASUVORK5CYII=

 

 خطبة وصية نبوية جامعة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
moslim
عضو جديد
عضو جديد



دولتك : المغرب
العذراء
عدد المساهمات : 45
نقاط : 31212
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/04/2010
العمر : 41

خطبة وصية نبوية جامعة Empty
مُساهمةموضوع: خطبة وصية نبوية جامعة   خطبة وصية نبوية جامعة Emptyالسبت أبريل 10, 2010 12:37 am

بسم الله الرحمن الرحيم


الخطبة الأولى



أما بعد: فيا أيها الناس، اتَّقوا الله تعالى حقَّ التّقوى.
عبادَ الله، إنَّ مما خصَّ الله به نبيَّنا )عليبه الصلاة والسلام) أنَّ الله أعطاه جَوامِعَ الكَلِم، واختصَر له الكلامَ اختصارًا، فكلماتٌ يقولها (عليه الصلاة والسلام ) تعتَبَر من جوامع الكلم، تحتها من المعاني ما الله به عَلِيم، ولله الحكمةُ في ذلك.
من جوامِعِ كَلِمه (الرسول عليه الصلاة والسلام ) ما أوصَى به معاذَ بنَ جبل حيث قال له كلماتٍ ثلاث، قال له: ((اتَّق الله حيثما كنتَ، وأتبِعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ الناس بخلُقٌ حسن)) [1].


هذه الكلماتُ الثلاث تحدِّد علاقةَ العبد بربِّه، وعلاقتَه بنفسه، وعلاقتَه مع سائر الخلق:
فأوّلُ هذه الوصايا وأجمعُها قوله )عليه الصلاة والسلام) : ((اتَّقِ الله حيثما كنتَ))، الزَم تقوَى الله حيثما كنتَ، في أيِّ زمان ومكانٍ كنت، وفي أيِّ حالٍ من الأحوال كنتَ، ليَكُن تقوى الله ملازِمًا لك في أحوالِك كلِّها، ليكن تقوَى الله وراءَ كلِّ عمَلٍ تعمله وورَاءَ كلّ قول تقوله، ليكُن تقوَى الله مُصاحبًا لك في سرِّك وعلانيّتك في يقظَتِك ومنامك في كلِّ تصرُّفاتك وأحوالِك؛ لأنّك إذا اتّقيتَ الله تصرّفتَ تصرّفًا طيّبًا وتصرَّفتَ تصرُّفًا تكون نتائجُه خيرًا لك في الدنيا والآخرة، فمن اتَّقى الله في أمورِه كلِّها وفَّقه الله للصّواب وأعانه على كلِّ خير، لكن المصيبة أن يقودَك الهوى فيعمِيك ويصمّك وتكون تصرُّفاتك على غير هدى، (أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ) [الجاثية:23].



كلِمَة التقوى من الكلِمَات الجامعة، تنوَّعَت عباراتُ السّلف في تفسيرها وتوضيحِها، فقال قائلٌ منهم: "حقيقةُ التقوى أن تعملَ بطاعة الله على نورٍ من الله ترجُو بذلِك ثوابَ الله، وأن تترُكَ معصيةَ الله على نورٍ من الله تخافُ عقابَ الله". أجل، تعمَلُ بطاعةِ الله على نورٍ وبيِّنَة وعلَى عِلم بالشّرع، ترجو بذلك ثوابَ الله الذي وعَد به المتّقين، فليست أعمالُك عن هوى، ولكنّها عن شرعٍ كتابِ الله وسنّة رسوله (عليه الصلاة والسلام )وتركُك المعاصيَ والمخالفات لكونِك تعلم أنّ الله حرّمها عليك، وترجو وتأمِّل بتركِها، وتترُك معصيةَ الله على نور وبيّنة تخاف من عقابِ الله،لِعلمِك أنَّ الله لا يرضاها، (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن:46].



أيّها المسلم، لتكن تقوَى الله مصاحبةً لنا في أحوالنا كلِّها، فنتَّقي الله في عبادتنا لله، فنجعل العبادةَ كلَّها بكلّ أنواعها لله، لا نشرك مع الله غيره، مهما كان ذلك المدعو مَلَكًا أو نبيًّا أو وليًّا أو صالحًا، فالعبادة بجميع أنواعها من دعاءٍ وخوف ورجاء واستغاثةٍ حقيقيّة واستعاذَة حقّة كلّها لله، لا نجعل مع الله شريكًا في أيّ نوعٍ أنواع من أنواع العبادة، فنتّقي الله في دعائنا، فندعو الله وحده لا ندعو سواه، ونتقي الله في كلّ أعمالنا، فنصرفها لربّنا جل وعلا، ونتّقي الله فنخلِص أعمالنا لله، ولا يكون هناك شريك مع الله، لا نُرائي بأعمالنا، ولا نبتغي الثوابَ من الخلق، وإنما نريد بأعمالِنا وجهَ الله والدارَ الآخرة، (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف:110].



تتّقي ربَّك في طهارتك، فتحسِنها وتكمِّلِها وتسبِغ وضوءَك وتؤدّي الطهارة كامِلةً. تتَّقي الله في صلاتِك، فتحافظُ عليها في وقتِها، وتحافظ على أركانها وواجبَاتها، وإن وفَّقك الله فاستكمَلتَ سننَها فذاك من الأعمال الطيّبة، تحافظ عليها في الجماعةِ، فلا تؤخِّرها عن وقتها، ولا تخلّ بأركانها وواجباتها، بل هي أمانةٌ عندك، فاتّقِ الله في أدائها لعِلمكَ أنَّ الله يرضَى منك ذلك.
وتتّقي الله في زكاة مالِك، فتخرجها كاملةً تامّة، وتوصلها إلى مستحقِّيها؛ لكونك تعلَم أنّ ذلك براءة لذمّتك. وتتَّقي الله في صومِك وحجِّك، تتّقي الله في برِّك بأبَوَيك، فتتّقي الله فيهم برًّا وإحسانًا ورِفقًا وخِدمة ونَفَقة وقِيامًا بالواجب.



تتّقي الله في زوجَتِك رعايةً لها وإنفَاقًا وكِسوة وحملها على الخير ومعاشَرتها بالمعروف. وتتّقي الله في أولادك من بنين وبنات، تتّقي الله فيهم فتربّيهم التربيةَ الصالحة، وتحرص على هدايتِهم، وتسعى جاهدًا في تعليمِهم الخير والأخذ على أيديهم وحملِهم على ما يحبّ الله ويرضاه، تتّقي الله فيهم أدبًا وتربيةً وتوجيهًا، تتّقي الله فيهم فلا تفضّل بعضهم على بعض، ولا تحدِث بينهم عداوةً وشَحناء، وإنما تسعَى في التأليف بينهم وإصلاحِ ذاتِ البين بينهم.



تتّقي الله في بيعِك وشرائك، فإيّاك والغشَّ والخيانةَ والتدليس والأكاذيبَ. تتّقي الله في شرائك فتكون صادقًا في أداء الثمن غيرَ مماطِلٍ ولا جاحد.
تتّقي الله في جيرانِك إحسانًا إليهم وكفَّ الأذى عنهم وبَذل النصيحة لهم فيما خالَفوا فيه الشّرعَ.
تتّقي الله في أعمالك التي أنيطَت بك، فتؤدِّي العمل الوظيفيَّ كاملاً بصدقٍ وإخلاص، لا ترجو بأداءِ العمل ثناءً من الناس، ولا تتطلَّع إلى مصالحَ مادّيّةٍ، فالرّشوة ترفضها لأنّك تعلم أنها حرام، وكلّ مالٍ يُدفع إليك في سبيل أعمالِك تعلم أنها أمرٌ محرّم؛ لأنك أخذتَ على عملك مرتَّبًا، فلا يليق بك أن تساوِمَ على أعمالك؛ لتتَّخِذ منها وسيلةً للثّراء من غير الطريق الشرعيِّ.




تتّقي الله فيما ائتُمِنتَ عليه من أعمالٍ وتنفيذ لمشاريع الأمّة، فتكون متَّقيًا لله صادقَ التعامل، لا كاذبًا ولا غاشًّا ولا خائنا.
تتّقي الله في أيمانك، فلا تحلِف إلا على برٍّ وصِدق، وتبتعِد عن الأيمانِ الفاجِرة. تتّقي الله في شهادتِك، فلا تشهد إلاّ على حقّ، ولا تشهد إلا على علم حقيقيّ، فلا تشهد زورًا ومجامَلة لأحد، وإنما تشهَد بالحقّ الذي تعلَمه من غير زيادةٍ ولا نقصان.



تتّقي الله في محاماتِك، فلا تحامي عن المجرِمِين، ولا تدافع عنِ الآثمين، وإنما تحامِي بحقٍّ، وتقِف موقفَ العدل والقِسط.
تتّقي الله في أمّتك ومجتَمَعك المسلم، فتكون ساعيًا لهم بالخيرِ، حريصًا على جمعِ كلِمَتهم، بعيدًا عن أن تحدِثَ فيهم سوءًا أو تؤوِيَ محدثًا أو تقِف مع مجرِم أو تتستَّر على ظالمٍ وباغ ومعتدي ومن يريد بالأمة البلاءَ والشقاء، فإنَّ المتّقي لله لا يقِف مع المجرمين، ولا ينصر الآثمين، ولا يرضى لمجتمَعه المسلم أن يتأثَّر بأيّ فكرٍ رديّ أو بأيّ رأي خاطئ ضالّ، بل هو يقف مع المجتمع المسلم حماية لأمنه، حمايةً لدينه، حماية لتمسُّكه وثباتِه.



هكذا المسلم يتّقي الله فيما يقول ويعمل، فمن اتّقى الله في أقواله وأعمالِه صارتِ الأقوال حقًّا والأعمال صِدقًا وإخلاصًا. فاتَّقِ الله حيثما كنتَ؛ في بيتِك وفي سوقك، وفي متجرك وفي مكتبك، وكلُّ أعمالك اجعَل تقوى الله نصبَ عينيك وأنَّ الله سائلك عن كل أحوالِك، فمن كان كذلك رُجِي له بتوفيقٍ من الله أن تستقيمَ حاله وينتظِمَ أمره.



ثمّ يأتي الحقّ الثاني بين العبدِ وبين نفسه، فيقول (عليه الصلاة والسلام ) في وصيّتِه الثانيَة: ((وأتبِعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها)).



أيّها المسلم، كلُّنا عُرضة للخطأ، وكلّنا خطّاء، وخير الخطّائين التوّابون، ولو لم تذنِبُوا لذهبَ الله بكم، ولأتى بقومٍ يذنِبون ثم يستغفرون فيغفِر لهم. كلّنا بنو آدم عُرضةٌ للخطأ والزّلل، والمعصوم من عصَمَ الله؛ ولِذا من رحمة ربِّنا أن شرع لنا التوبةَ إليه والإنابةَ إليه لنمحوَ بالتوبة ما سلَفَ من أقوالنا وأعمالِنا السيّئة: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران:135].


نعم أيّها المسلم، تتبِع السّيئاتِ بالأعمال الصّالحة، فكثرة الأعمال الصالحة تضعِفُ شأنَ السيئات، وإن كانتِ الكبائر لا بدّ فيها من توبة نصوحٍ، لكن كثرةُ الحسنات وتعدُّد مجالاتِ الخير تضعِف السيئات بتوفيقٍ من الله، (وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) [هود:114].



فنوافِلُ الصلاةِ يجبُر الله بها النّقصَ في الفرائض، ونَوافل الصدقةِ كذلك، ونوافلُ الصوم والحجّ، فكلُّ النّوافل بعدَ الفرائض تجبُر نقصَ فرائضِنا، وما يزال العبد يتقرَّب إلى الله بالنوافل بعدَ الفرائض حتى يحبَّه الله، فإذا أحبَّه الله كان سمعَه الذي يسمع به وبصرَه الذي يبصِر به ويدَه التي يبطِش بها ورجلَه التي يمشي بها، ولئِن سَأل اللهَ ليعطينَّه سؤالَه، وإن استعاذه ليعيذنَّه الله. إذًا فأكثِر من صالح الأعمال القوليّة والفعليّة، فصالح الأعمال مِن الأذكارِ والأورادِ والأعمال الصالحة كلَّما كثرت وتعدَّدت أضعَفَت جانبَ السيّئات أو قضت بتوفيقٍ من الله عليها، فأكثِر من صالح القولِ والعمل، فربُّك رؤوف رحيمٌ، (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82].



ثم أمرَه (عليه الصلاة والسلام )بالتعامل مع خَلق الله فقال: ((وخالِقِ الناسَ بخلُقٍ حسَن)). الخلُقُ الحسَن مطلوب في القول والعمل قال الله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) [البقرة: 83]، وقال جلّ وعلا: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) [الإسراء:53].



((خالِقِ الناسَ بخلق حسن))، تحمَّل الأذى، واصبِر على الجفاءِ، وقابل الإساءةَ بالإحسان، وقابل الجهلَ بالعفوِ والحِلم، (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت:34، 35].



فمن وفَّقَه الله لتحمُّل ما يصيبُه من جهلِ الجاهلِ وسَفَه السفيه عاشَ في خيرٍ، ومن عاتَبَ بكلِّ ما يسمَع تعِب في أموره كلِّها، حتى الأب مع أبنائه وبناتِه، إن كان يعاملهم بالحسنَى ويتحمَّل منهم ما قد يكونُ من جهل جاهلٍ وسَفَه سفيه فإنّ تحملَّه ذلك يدعوهم إلى الخجل في أنفسِهِم وإلى الرجوعِ إلى أنفسِهم وتبصُّر أخطائِهم.



أيّها المسلم، قد يجهَلُ عليك جاهل ويسفَه عليك سفيه ويخاطِبُك بما لا يليق، لكن إن قابلَ منك صَمتًا وإعراضًا وتجاهلاً عن ذلكَ الكَلام الرديّ فيوشك أن يأنِّبَه ضميره وأن يرجِعَ إلى نفسه، فيعلَم خطأه وقِلّةَ حيائه؛ ولذا قال الله: (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، ولكن هذه المكارِمُ لا يقدِرها كلُّ أحَد، ولا يقوَى عليها كلُّ الخلق؛ ولذا قال الله: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).



كم يأتي الشيطانُ لهذا ويقول: أهِينَت كرامتك، أذِلَّت سُمعَتُك، تسمَع من هذا كذا وكذا، حتى يغضَبَ لنفسه، وحتى يسعَى في الانتقام، فيزداد الشرّ شرًا، ولكن العفوُ والصفح والإعراض من نِعمةِ الله، قال تعالى في المؤمنين: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) [الشورى:43]، ولذا قال : ((خالِقِ الناس بخلُقٍ حسن)).


أعطِ من منعَك، وصِل من قطعك، واحلم على من جهِل عليك. عامِلِ الناسَ على قدرِ عقولِهم، فإذا عرفتَ كلامَ وسيّئ قولِه فانظر إلى أسوأ أقوالِه، فإنها دليل على نَقصٍ في عقله وتفكيره، فاحمله على ضعفِ عقلِه وتفكيره، ولا تحمِله على سِوى ذلك، فتزداد طمأنينةً وإعراضًا عن هذا، (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف:199]، والله جلّ وعلا يقول في حقِّ نبيِّنا : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) [آل عمران:159].



أتى أعرابيٌّ للنبيِّ (عليه الصلاة والسلام )يطلُبُه دَينًا فقال: أنتم بنو عَبد المطلب أهلُ مطلٍ بالناس، فهمَّ به الصحابةُ فقال: ((دعوه؛ فإنَّ لصاحبِ الحقِّ مقالاً))، وقال: ((أنا أَولى أن تأمرَني بالوَفاء)) [2]. كلُّ ذلك لأنَّ الإنسانَ إذا قدَّر الأمورَ قدرَها وتصرَّف تصرّفًا معقولاً في أمورِه كلِّها نال الخيرَ والسعادة في الدّنيا والآخرة؛ راحة القلب، طمأنينة النّفس، السَلاَمة من الغلِّ والحِقد، فيبيتُ طيِّبَ النفس قريرَ العين مُرتاحًا من هذه المشاكِلِ، وأمّا مَن كان دائمًا متَتَبِّعًا للزَّلاَّت حَريصًا على أن يقابِلَ السّوء بالسوءِ والظلمَ بالظّلم فإنّه قد يظفَرُ وقد لا يظفَر، ولا يشفي غليلَه ذلك، لكن مَن التزم الأدبَ الشرعيّ فإنه ينامُ قرير العين منشرِحَ الصدر مطمئِنَّ الحال.
نسأل الله لنا ولكم الثباتَ على الحقّ والاستقامةَ على الهدى، إنّه على كلّ شيء قدير.



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ،،،،فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة:128، 129].
بارَكَ الله لي ولَكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإيّاكم بما فِيهِ منَ الآياتِ والذّكر الحكيم، أقول قَولي هذا، وأَستغفِر الله العَظيمَ الجليلَ لي ولَكم ولِسائِرِ المسلِمينَ من كلّ ذنب، فاستغفِروه وتوبُوا إليه، إنّه هوَ الغَفور الرّحيم.




الخطبة الثانية



الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مُباركًا فيهِ كَمَا يحِبّ ربّنا ويَرضَى، وأَشهَد أن لاَ إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهَد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.


أمّا بعد: فيَا أيّها النّاس، اتَّقوا الله تَعالى حقَّ التَّقوَى، وتأدَّبوا بِآدابِ الإسلام، ففيها الخيرُ والصلاح في الدّنيا والآخرة، اقبَلوا آدابَ نبيِّكم ووصاياه، فإنه لا ينطق عن الهوى، (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) [النجم:4]، قولُه صِدق وحقٌّ، صلّى الله عليه وسلّم تسليمًا كثيرًا.



أدبٌ رفيع، خُلُق طيّب، عمَلٌ صالح، أدَبٌ حسَن، فحريٌّ بالمسلم إذا سمِعَ أقوالَ النّبيِّ أن يصغيَ إليها ويعمل بمقتضاها، والله يقول: (فَبَشِّرْ عِبَادِي ،،،،الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [الزمر:17، 18].



فمحمّدٌ (عليه الصلاة والسلام )عندمَا يوصِي بوصايَا وصاياه كلُّها عدل، وكلُّها خيرٌ، وكلّها نظام للعبد في حياته. فحريٌّ بالمسلم أن يقبَلَها ويعمَلَ بها ويلتَزِمَها ويعتقدَ الحقّ فيها، فصلوات الله وسلامه عليه أبدًا دائمًا إلى يوم الدين، وصدَقَ الله: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21].



واعلَموا ـ رحمَكم الله ـ أنّ أحسَنَ الحدِيثِ كِتابُ الله، وخَيرَ الهديِ هَدي محمَّد (عليه الصلاة والسلام )، وشرَّ الأمورِ محدَثاتها، وكلّ بِدعةٍ ضَلالة، وعليكم بجَماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ الله علَى الجماعةِ، ومَن شذَّ شذَّ في النّار.


وصلّوا ـ رَحمكم الله ـ على محمّد بن عبد الله كما
أمَرَكم بذلك ربّكم، قال تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].



اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك عَلى عبدِك ورَسولِك محمّد، وارضَ اللّهمّ عَن خُلفائه الراشِدِين...


موقع طريق الدعوة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


دولتك : مصرى
القوس
عدد المساهمات : 1719
نقاط : 39162
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 11/08/2009
العمر : 29
تعاليق : لو لم اكن مصريا كان يبقى اشطه اووووووى

خطبة وصية نبوية جامعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة وصية نبوية جامعة   خطبة وصية نبوية جامعة Emptyالسبت أبريل 10, 2010 9:50 am

جزاك الله خيرا ونفع بك الاسلام والمسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة وصية نبوية جامعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عشرون وصية طبية في شهر رمضان
» قررت جامعة عين شمس عدم السماح بارتداء النقاب فى امتحانات نصف العام
» خطبة (نشر الفضائح)
» خطبة النار أهلها وأهوالها
» خطبة (شبابنا واللباس والهوية؟)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اكبر منتدى اسلامى (حلمنا نتبع سنة رسولنا) :: المنتديات الاسلاميه :: اسلاميات-
انتقل الى: