فضل العمل والعبادة في عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
Admin المدير العام
دولتك : عدد المساهمات : 1719نقاط : 40170السٌّمعَة : 15تاريخ التسجيل : 11/08/2009العمر : 29تعاليق : لو لم اكن مصريا كان يبقى اشطه اووووووى
موضوع: فضل العمل والعبادة في عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا الخميس نوفمبر 04, 2010 9:46 pm
الحمد لله الذي خلق الزمان وفضل بعضه على بعض فخص بعض الشهور والأيام والليالي بمزايا وفضائل يعظم فيها الأجر ،ويكثر الفضل رحمة منه بالعباد ليكون ذلك عونا لهم على الزيادة في العملالصالح والرغبة في الطاعة ، وتجديد النشاط ليحظى المسلم بنصيب وافر منالثواب ، فيتأهب للموت قبل قدومه ويتزود ليوم المعاد .
ومن فوائد مواسم الطاعة سد الخلل واستدراك النقص وتعويض ما فات ، وما منموسم من هذه المواسم الفاضلة إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف الطاعةيتقرب بها العباد إليه ، ولله تعالى فيها لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بهامن يشاء بفضله ورحمته ، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعاتوتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من طاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلكالنفحات ، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات ] .ابن رجب في اللطائف ص40 .
فعلى المسلم أن يعرف قدر عمره وقيمة حياته ، فيكثر من عبادة ربه ، ويواظب على فعل الخيرات إلى الممات .
قال الله تعالى : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر/99
قال المفسرون اليقين : الموت .
ومن مواسم الطاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة التي فضلها الله تعالىعلى سائر أيام العام فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليهوسلم قال :" ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر .قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلارجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري 2/457 .
وعنه أيضا رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مامن عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى" قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا الجهاد في سبيل الله عزوجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " رواه الدارمي 1/357 وإسناده حسن كما في الإرواء 3/398 .
فهذه النصوص وغيرها تدل على أن هذه العشر أفضل من سائر أيام السنةمن غير استثناء شيء منها ، حتى العشر الأواخر من رمضان . ولكن ليالي العشرالأواخر من رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر، وبهذا يجتمع شمل الأدلة . أنظر تفسير ابن كثير 5/412
واعلم - يا أخي المسلم - أن فضيلة هذه العشر جاءت من أمور كثيرة منها :
1- أن الله تعالى أقسم بها : والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه ، قال تعالى : ( والفجر وليال عشر ) قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف : إنها عشر ذي الحجة . قال ابن كثير : " وهو الصحيح " تفسير ابن كثير8/413
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد بأنها أفضل أيام الدنيا كما تقدم في الحديث الصحيح .
3- أنه حث فيها على العمل الصالح : لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار ، وشرف المكان - أيضا - وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام .
4- أنه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد " . أخرجه احمد 7/224 وصحح إسناده أحمد شاكر .
5- أن فيها يوم عرفة وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدين وصيامه يكفر آثام سنتين، وفي العشر أيضا يوم النحر الذي هو أعظم أيام السنة على الإطلاق وهو يومالحج الأكبر الذي يجتمع فيه من الطاعات والعبادات ما لا يجتمع في غيره .
6- أن فيها الأضحية والحج .
في وظائف عشر ذي الحجة : إن إدراك هذا العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالىعلى العبد ، يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون . واجب المسلم استشعار هذهالنعمة ، واغتنام هذه الفرصة ، وذلك بأن يخص هذا العشر بمزيد من العناية ،وأن يجاهد نفسه بالطاعة . وإن من فضل الله تعالى على عباده كثرة طرقالخيرات ، وتنوع سبل الطاعات ليدوم نشاط المسلم ويبقى ملازما لعبادة مولاه.
فمن الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة :
1- الصيام
فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة . لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث علىالعمل الصالح في أيام العشر ، والصيام من أفضل الأعمال . وقد اصطفاه اللهتعالى لنفسه كما في الحديث القدسي : " قال الله : كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " أخرجه البخاري 1805
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة . فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر . أول اثنين من الشهر وخميسين " أخرجه النسائي 4/205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/462 .
2- التكبير :
فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر . والجهر بذلك فيالمساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهارا للعبادة ،وإعلانا بتعظيم الله تعالى .
ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة
قال الله تعالى : ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) الحج: 28 . والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابنعباس رضي الله عنهما : ( الأيام المعلومات : أيام العشر ) ، وصفة التكبير : الله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر ولله الحمد ، وهناك صفات أخرى .
والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلاتكاد تسمعه إلا من القليل ، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيرا للغافلين، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوقأيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، والمراد أن الناس يتذكرونالتكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإنهذا غير مشروع .
إن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد فيه ثواب عظيم دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ) أخرجه الترمذي 7/443 وهو حديث حسن لشواهده .
3- أداء الحج والعمرة : إنمن أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم ، فمن وفقه الله تعالىلحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - منقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ).
4- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما :لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى وهذا يستلزم عظم ثوابه عند اللهتعالى . فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة اللهتعالى من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلةالأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير وسبلالطاعة
5- الأضحية :
ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى .
6- التوبة النصوح :
ومما يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميعالذنوب . والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يكرهه الله ظاهراوباطنا ندما على ما مضى ، وتركا في الحال ، وعزما على ألا يعود والاستقامةعلى الحق بفعل ما يحبه الله تعالى .
والواجب على المسلم إذا تلبس بمعصية أن يبادر إلى التوبة حالا بدون تمهل لأنه :
أولا : لا يدري في أي لحظة يموت .
ثانيا : لأن السيئات تجر أخواتها .
وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم لأن الغالب إقبال النفوس على الطاعاتورغبتها في الخير فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى . وإلا فالتوبةواجبة في جميع الأزمان ، فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة فيأزمنة فاضلة فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله . قال تعالى : ( فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين ) القصص : 67 .
فليحرص المسلم على مواسم الخير فإنها سريعة الانقضاء ، وليقدم لنفسه عملاصالحا يجد ثوابه أحوج ما يكون إليه : إن الثواب قليل ، والرحيل قريب ،والطريق مخوف ، والاغترار غالب ، والخطر عظيم ، والله تعالى بالمرصادوإليه المرجع والمآب ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) .
الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة ، فما منها عوض ولاتقدر بقيمة ، المبادرة المبادرة بالعمل ، والعجل العجل قبل هجوم الأجل ،وقبل أن يندم المفرط على ما فعل ، وقبل أن يسأل الرجعة فلا يجاب إلى ماسأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرءمحبوسا في حفرته بما قدم من عمل .
يا من ظلمة قلبه كالليل إذا يسري ، أما آن لقلبك أن يستنير أو يستلين ،تعرض لنفحات مولاك في هذا العشر فإن لله فيه نفحات يصيب بها من يشاء ، فمنأصابته سعد بها يوم الدين .