اكبر منتدى اسلامى (حلمنا نتبع سنة رسولنا)
تربية القرآن لجيل الإيمان                       ( متجدد )  - صفحة 2 Copy_o13
اكبر منتدى اسلامى (حلمنا نتبع سنة رسولنا)
تربية القرآن لجيل الإيمان                       ( متجدد )  - صفحة 2 Copy_o13
اكبر منتدى اسلامى (حلمنا نتبع سنة رسولنا)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةتربية القرآن لجيل الإيمان                       ( متجدد )  - صفحة 2 I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول
تربية القرآن لجيل الإيمان                       ( متجدد )  - صفحة 2 NG7zNXg9DdkAAAAASUVORK5CYII=

 

 تربية القرآن لجيل الإيمان ( متجدد )

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
حسن العجوز
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 35
نقاط : 27581
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/10/2011

تربية القرآن لجيل الإيمان                       ( متجدد )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: تربية القرآن لجيل الإيمان ( متجدد )    تربية القرآن لجيل الإيمان                       ( متجدد )  - صفحة 2 Emptyالسبت أكتوبر 29, 2011 9:07 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

تربية القرآن لجيل الإيمان ( متجدد )


أحكام المولود في الإسلام
عجائب ولادة المسلم
جعل الله للمولود في الإسلام أمرًا عجيبًا وشأنًا غريبًا وذلك تأسيًا بميلاد رسل الله الكرام فرسول الله كانت ولادته خرقًا للعادة وليست كأي ولادة عادية لأنه كان يُسَّبِحُ في بطن أمه ويُسْمَعْ تسبيحه وصوته وهو في بطنها وورد أنه وُلِدَ ساجدًا مختونًا مقطوع السُّرة يرفع إصبعه السبابة إلى السماء [1]وقد ورد أيضًا: أن الملائكة والأرواح الطاهرة نزلت لمولده وذُكِرَ مِمَّنْ حضرن ذلك السيدة آسية امرأة فرعون والسيدة مريم ابنة عمران والحور العين كلُّهن نزلنْ لحضور ولادته وكذلك الطفل المسلم تحضر ميلاده لجنةٌ من الملائكة الكرام فتساعد أمه في إتمام ولادته وهى لا تشعر وتكتنفه من جميع نواحيه لحفظه من الشياطين لأن الطفل الذي يُولَدْ يحاول الشيطان أن يستحوز عليه فَيُنْزِلُ الله جنده لحمايته من مكر الشيطان وكيده ويبقون في ذلك المكان إما أسبوعًا على رأي وإما أربعين يومًا على الرأي الآخر فمكان الميلاد تَتَنَزَّلُ فيه الرحمات والبركات ولذلك طلب سيدنا جبريل من رسول الله في رحلة الإسراء أن ينزل في بيت لحم حيث وُلِدَ سيدنا عيسى فقال: إنزل ههنا فَصَلِّ حيث وُلِدَ عيسى وهذا يدل على المكانة الكبيرة والمنزلة العظيمة لمكان ميلاد الأنبياء وقد قال النبى{ إذا وُلِدَتْ الجَارِيَةُ بعث الله إليها مَلَكاً يزقُّ البركة زقاً يقول: ضعيفة خرجت من ضعيفة القيِّمُ عليها مُعانٌ إلى يوم القيامة وإذا وُلِدَ الغلام بعث الله إليه مَلَكاً من السماء فقبَّل بين عينيه وقال: الله يقرؤك السلام }[2].
الواجب على الأب نحو المولود
يجب على الأب أو من حضر ميلاد الطفل من الأقارب ما يلي:
1. الآذان: أن يؤذن في أذن الطفل اليمنى آذان الصلاة ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى على أن يكون ذلك بصوت خافت لا يؤذي المولود وفائدة ذلك حفظ المولود من الشيطانة الموكلة بالصبيان لقول النبى{وإذا ولد لأحدكم مولود فليؤذن في أذنه اليمنى ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى فإن ذلك يحفظه من أم الصبيان} [3]
2. التحنيك: وقد كان النبى يضع ثمرات في فيه ثم يتناولها ويضعها في فم المولود التماسا لبركة ريقه صلوات الله وسلامه عليه وقد حبذ ذلك جماهير العلماء وخاصة إذا كان ذلك على يد رجل صالح لقول النبى{ سؤر المؤمن شفاء }[4] وكره ذلك بعض المعاصرين خوفًا من وجود مرض معدي ينتقل عن طريق الريق وإن اتفق الجميع على استحسان أن يكون أول شئ يصل إلى جوف المولود طعام أو شراب حلو.
2. الحلق والتصدق:
فقد (أمر النبى عند ولادة الحسن والحسين الحلاق أن يحلق شعرهما ووزن مقابله ذهبًا وأمر بأن يتصدق به) [5]فإذا كان المولود ولدًا أو بنتًا له شعر فعلنا معه ذلك تأسيًا بهديه صلوات الله وسلامه عليه وإن كان شعره قصير وقليل كمعظم المواليد في عصرنا بسبب تعاطى الأمهات للأدوية أثناء الحمل اكتفينا بالتصدق عن المولود بما يوازي ثمن جرام ذهب تقريبًا أو أقل أو أكثر على حسب السعة، عملاً بقول الله تعالى} لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ {[7- الطلاق].4. التسمية: وتكون باختيار اسم حسن له دلالة ومعنى لقول النبى{أكرموا أبناءكم وأحسنوا أسمائهم }[6] وخير الأسماء بالنسبة للذكور هي المشار إليها بقوله{ خير الأسماء ما حُمِدَ وعُبِد }[7] أي أسماء الرسول والأسماء المضافة إلى صفات الله كعبد الرحمن، وعبد اللطيف وغيرها أما بالنسبة للإناث فخير الأسماء ما وافق أسماء أمهات المؤمنين أو الصحابيات الجليلات أو النساء الصالحات والمهم في كل هذه الأسماء أن تكون عربية ولها معنى معبر ويكره التسمي بالألفاظ الأجنبية أو الأسماء التي تثير السخرية والإشمئزاز عند النداء بها.
5. العقيقة: وهي ذبيحة تذبح عند السابع أو بعده لكل مولود ذكر أو أنثى وهي سنة عند السعة:} وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ{ ويأكل منها الأهل والأقارب والفقراء والمساكين لقول النبى{ على كل مولود عقيقة تعقُّ عنه يوم السابع تميط عنه الأذى }[8] أما غير المستطيع فليس مطالباً بها وليس عليه شئ بتركها أما ما يفعله الناس في عصرنا يوم السابع من إطعام للطعام وتوزيع لمعلبات أو أكياس مليئة بأنواع الحلوى والمكسرات فهي من باب الصدقات إذا نوى صاحبها بها ذلك على ألا يسرف فيها ولا تخرج إلى المباهاة لقول النبى{ كلوا واشربوا في غير سرف ولا مخيلة }[9]
6. الختان: وهو سنة للرجال ومستحب للنساء لقول النبى{ الختان سُنَّةٌ للرجال ومكرمة للنساء }[10] وقد بدأت الأمم الغربية في ختان الذكور والتشديد في ذلك حفظًا لسلامة عضو الذكورة من الأمراض التي تتسبب من تراكم الميكروبات والجراثيم تحت القلفة (القطعة التي تحيط بعضو الذكورة من أعلى، ويأمر الإسلام بإزالتها) أيضاً حفظاً لسلامة المرأة إذ ثبت بالدليل العلمى أن عدم ختان الرجال أحد الأسباب الأساسية لإصابة النساء بأمراض تناسلية عديدة ومنها الخبيث وكثير من الباحثين الغربيين يطالبون بختان الإناث عند الحاجة لذلك - نظرًا للفوائد الكثيرة التي تعود على الأنثى من هذا ولذا تقول الباحثة الأمريكية ماري استوبس في كتابها(المرشد في العلاقات الجنسية)إن من خير العادات عند المسلمين عادة ختان الأنثى لأن بعض الإناث يصل حجم البظرعندهن إلى قريب من الذَّكَرِ عند الرجل ومثل هذه كلَّما احتك بظرها بملابسها الداخلية تهيَّجَتْ الشَّهْوَةُ عندها)، والهدي النبوي في ختان الأنثى هو قول النبى للمرأة التي كانت تزاول ذلك بين نساء الأنصار{ يا أم عطية اخفضي ولا تنهكي فإنه أنضر للوجه وأحظى عند البعل }[11]
تنبيه وعبرة
إذا رزق المرء بمولود جديد فهذه نعمة عظمى ساقها الله إليه فعليه أن يقابلها بالشكر بأن يصلي ركعتين شكرًا لله أو بأن يتصدق على الفقراء والمساكين أو بأن يطعم الطعام ومن تمام الشكر على هذه النعمة ألا يُظهر الفرح بذلك أكثر من اللازم أو يتباهى بذلك بين الأهل والأصحاب والجيران - كما تفعل النساء - لأن هذا أمرٌ لا يحصِّله المرء بإرادته ولا يناله باختياره وإنما كما قال الله( يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ {وقد نبه إلى العبرة في مجئ المولود أحد الحكماء وذلك في قصة رمزية ساقها إلى تلاميذه حيث قال ( ركب رجل البحر مع جماعة كثيرة وبينما هم في عرض البحر هبَّت عليهم ريحٌ شديدة أغرقت السفينة بِمَنْ فيها، ولم يبق إلا لوح من ألواح هذه السفينة طفا على سطح الماء وتعلق به هذا الرجل وصارت الأمواج تتقاذفه حتى اقترب من شاطئ جزيرة وهناك رأى عجبًا، فقد وجد جموعًا كثيرة على الشاطئ تنتظره ومعهم تاج المُلك، وعند وصوله إلى الشاطئ تصايحوا فرحين وألبسوه التاج، ونادوا به ملكًا عليهم، وهتفوا بحياته، وساروا به في موكب عظيم حتى أوصلوه إلى قصر المُلكوبعد انصراف تلك الجموع أحضر كبار مساعديه وسألهم عن هذا الأمر؟ فأخبروه بأن هذه عادتهم المتبعة في كل عام حيث يستقبلون ناج من البحر وينصبونه مَلِكًا عليهم في كل عام ويقومون بعده بقذفه في وسط غابة مجاورة مليئة بالوحوش الكاسرة، ويبحثون عن غيره وهكذا دواليك فاستوضحهم عن الصلاحيات المخولة له فأخبروه أن كلَّ أمرٍ له مطاع طوال سنة حكمه فعين أحدهم وزيرًا وأصدر إليه ثلاث قرارات أَمَرَهُ بتنفيذها فورًا هي:
1. إزالة هذه الغابة بالكلية.
2. بناء قصر مكانها يلائم أبهة الملك.
3. زراعة حديقة حول القصر تحوي كل خيرات الأرض
وعند انتهاء العام طالبهم بتنفيذ عادتهم، فقالوا: لقد فوَّتَّ الأمر علينا بحكمتك وحسن تصرفك.والعبرة في هذه القصة حيث يقول: تشير هذه القصة إلى قصة كل مولود يخرج إلى هذه الحياة فالطفل في بطن أمه كالغريق وسط البحر، وعند ولادته ينزل مَلَك فيخرجه بلطف ورقة وحنان على ريشة من جناحه، كالغريق الذي تعلق بلوح الخشب، والجنين في بطن الأم يحيطه اللهعزوجل بالماء من جميع الجهات حتى لا يتأثر بحركتها واهتزازاتها، ويتولاه الرزاق فيواصله بالهواء والماء والدواء والطعام عن طريق الحبل السريِّ، ويخرج منه بواسطته كذلك الفضلات. وبعد نزوله إلى الأرض يلتف حوله الأهل والأحباب ويقيمون الزينات والاحتفالات ويكون له السلطان على كل مَنْ حوله، وعلى الأعضاء التي معه، طوال عمره في الدنيا فإن أساء في تصرفاته وفي سلوكه قذفوا به إلى جهنم وبئس المصير، وإن أحسن لنفسه واستبدل مقعده في النار بقصر في الجنة - بناه بعمله الصالح وبرِّه وتقواه - فهيئا له الحياة الطيبة الأبدية في جوار الله. وفي ذلك يقول القائل:

لا دَارَ لِلمَرْءِ بَعْدَ الْمَوتِ يَسْكُنُهَا إِلاَّ التي كَانَ قَبْلَ الْمَوتِ يَبْنِيهَا
فَإِنْ بَنَـاهَا بِخَيْرٍ طَابَ مَسْـكَنُهُ وإِنْ بَنَـاهَا بِشَرٍّ خَـابَ بَانِيهَا

[1] روى ذلك ابن سعد والبيهقي وأبو نعيم وابن عساكر عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب

[2] روى الطبراني ]في الأوسط[ عن أنس قال

[3] رواه أبو يعلى وابن السني في اليوم والليلة والبيهقي في شعب الإيمان من حديث الحسين ابن علي

[4] رواه الدار قطني عن ابن عباس

[5] رواه الترمذي والحاكم من حديث علي

[6] رواه أبو داود من حديث أبي الدرداء

[7] رواه مسلم من حديث ابن عمر

[8] رواه البخاري من حديث سلمان بن عامر

[9] رواه ابن أبي شيبة عن ابن عباس

[10] رواه أحمد والبيهقي والطبراني عن الحجاج بن أرطأة

[11] رواه أحمد وأبو داود عن أم عطية
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع إن شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
ـــــــاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
حسن العجوز
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 27/10/2011

تربية القرآن لجيل الإيمان                       ( متجدد )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد تربية القرآن لجيل الإيمان ( متجدد )    تربية القرآن لجيل الإيمان                       ( متجدد )  - صفحة 2 Emptyالأحد نوفمبر 27, 2011 2:16 pm

ثالثا: بناء المراقبة الإيمانية (الضمير)
أخي المؤمن مهما شرع المشرعون، ومهما قلد المقلدون، ومهما أصدر مجلس الشعب أو مجلس الشورى، أو غيرهم من لوائح وقوانين، فلن تنصلح أحوالنا إلا إذا ربينا الضمير في نفوسنا، وفي نفوس آبنائنا وبناتنا، فهو العلاج الوحيد، ولا علاج سواه، ولن ينجينا من تخبطنا شرقًا وغربا إلا الضمير، ولن يصلح أحوالنا إلا الضمير، ولن يصلح الضمير إلا الدين الذي جاءنا به اللطيف الخبير سبحانه. وإلاَّ فبالله عليك خبرني أي قانون في دنيا الناس يجعل المرء يعترف بذنبه على رؤوس الأشهاد؟.
فإننا نرى في زماننا من يرتكب الخطيئة، ويفعل الفاحشة، ويعمل المنكر، وإذا وقع تحت طائلة العقوبة لجأ إلى التزوير وإلى الكذب، وأعانه شهود الزور وما أكثرهم! وساعده تلفيق المحامين، وما أكثر تلفيقهم!، بل ربما لجأوا إلى رشوة القضاة ليأخذوا حقًا من مظلوم ويعطوه لظالم.
لكن في ذلك الزمن الفاضل فهذه امرأة لم تتخرج من جامعة، وليس معها دكتوراه، ولم تتعلم في طوكيو أو لندن أو واشنطن، ولكنها تربت على مائدة الإيمان، وكل ما اكتسبته من العلوم والمعارف إنما هو الإيمان القوي بالله عزوجل ، هذه المرأة تذهب إلى رسول الله صل الله عليه وسلم لأن هيئة الرقابة الداخلية دفعا إلى هذا العمل فوقفت أمامه ولم تخجل وقالت: يا رسول الله زَنَيْتُ!!
فكرَّر صل الله عليه وسلم القول قائلا: لعلك قبَّلت، لعلك فاخذت، لعلك ضاجعت وهي تصرُّ على قولها مؤكدة اعترافها: زنيت. فقال صل الله عليه وسلم : ما الذي دعاك إلى هذا الاعتراف؟!! قالت سمعتك تقول: ( من أقيم عليه الحد في الدنيا لم يعذبه الله عزوجل به يوم القيامة). فهي تريد أن تطهر خوفًا من عذاب الله عزوجل يوم القيامة.
فأراد صل الله عليه وسلم ، أن يلتمس لها المعاذير، والنيابة المحمدية دائما في جانب المتهم تلتمس له مخرجًا، وتحاول أن تجد له عذرًا، لأنها لا تريد أن تعذِّب أحدًا، أو تحكم على أحد بغير حق، لقوله صل الله عليه وسلم : (لأن يخطئ الإمام في العفو، خير من أن يخطئ في العقوبة). أي لأن يخطئ فيحكم بالبراءة على مجرم، خير من أن يحكم بالعقوبة على برئ، فيكون إثماً كبير يوم لقاء العلي الكبير، فقال لها صل الله عليه وسلم : هل بعقلك شئ؟ قالت: يا رسول الله إني حامل. فقال صل الله عليه وسلم : من الذي يتولى أمرها: قالوا عمها. قال ائتوني به. فلما جاء قال له: خذها وأكرمها ولا تهنها حتى تضع ما في بطنها، فلما أتمت الوضع جاءت وكرر عليها الاعتراف مرة أخرى فثبتت على اعترافها، فقال لوليها: خذها حتى تتم رضاع طفلها حولين كاملين، ثم ائتني بها، فجاءت بعد العامين وقرَّرها فأصرَّت على الاعتراف، فقال: حتى يكبر الطفل، فقالت: يا رسول الله إنه قد فطم ويأكل وحده. وأشارت إلى الطفل وبيده قطعة خبر يأكلها فقال صل الله عليه وسلم : أقيموا عليها الحد.
وبينما القوم يرجمونها بالحجارة، أصابت قطرة دم منها ثوب سيدنا خالد بن الوليد فسبَّها، فغضب رسول الله صل الله عليه وسلم وقال: (لقد تابت توبة، لو وزِّعت على أهل المدينة جميعًا لوسعتهم).
من الذي يبني هذه المراقبة الإيمانية في قلب ابني؟!!
لا المدرسة، ولا الدروس الخصوصية التعليمية!! وإنما الدروس الخصوصية الإيمانية التي نتعلمها من الجامعة القرآنية، ومن قناة التليفزيون الإيمانية؛ فهي التي تبني عند الأولاد مراقبة الله، وتجعلهم يراقبون الله عزوجل في السرِّ والعلانية، والجهر والخفاء، وهؤلاء حتى ولو كانوا فقراء فلا تخشى عليهم لقول الله عزوجل :
} وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ
فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا { [9- النساء].
أما الذي كافحت معه حتى تخرج من الجامعة وأصبح في منصب كبير، ولم يحصل على شهادة مراقبة الرقيب عزوجل ، فإنه يتعرض للأهواء، وقد يسير في طريق الفحشاء، أو تحتوشه شياطين الإنس، فيكون مصيره جهنم، وهناك يتعلق بك، ويكون الأمر كما قال صل الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني:
(إذا كان يوم القيامة يتعلق بالرجل أهله وذويه ويقولون:
يا ربنا خذ لنا بحقنا من هذا،
فيقول الله عزوجل : وما ذاك؟ فيقولون كان يطعمنا من الحرام،
ولم يعلمنا أحكام الإسلام).
فلو درَّبت أولادك يا أخي على مراقبة الله، وعلمتهم قيم الإيمان، ونزعت بعنايتك، وأخرجت بحسن تربيتك، واقتلعت بحسن طريقتك في توجيههم ما في صدورهم من غلِّ وحقد لبعضهم أو لجيرانهم، أو لأقاربهم وأحبابهم، فأطمأن كل الاطمئنان أنهم سيعاملون بقرار الحنان المنان:
} مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً - في الدنيا - وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ - في الآخرة {
[97- النحل]. وتدخل أنت في قوله صل الله عليه وسلم :
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية،
أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
فإذا ربيتهم على تعاليم الرحمن، وأجلستهم على مائدة القرآن، وحببتهم في الصفات والخصال التي أثنى على أهلها القرآن، وبغَّضت إليهم الأخلاق والأفعال التي حذَّر منها القرآن، ونفَّر منها النبي العدنان، فسيأتون في ميزان حسناتك يوم لقاء حضرة الديان فيكون عملهم شافع لك، ويكون لك مثل أجرهم جميعًا، لأنك السبب في هذه الأعمال، والأصل في غرس هذه الخصال والفعال، فقد كان منك هذه العناية، وبك نالوا تلك الرعاية، والله لا يضيع أجر من أحس
رابعا: جهاد النفس [5]
لن يستطيع شبابنا مقاومة التيارات الإلحادية المعاصرة، أو مواجهة أتون الشهوات المستعرة، أو الوقوف أمام تيارات المادة الجارفة، إلا بجهاد النفس على وفق الشريعة المطهرة، وغرس مُثلها وقيمها في قلوبهم، لتكون هي الحصن الذي يتحطم عليه كل التيارات الوافدة. فإن الانتصار في ميدان القتال في زمننا صار سهلاً لأنه يتم بواسطة المدافع والدبابات والطائرات وغيرها من وسائل الدمار، لكن التغلب على نزعات النفس وحظوظها وأهوائها ورغباتها هو الذي يحتاج إلى الجهاد الأعظم جهاد النفس.
فنحن لا نحتاج لإصلاح أحوال مجتمعنا لتغيير اللوائح والقوانين، بقدر حاجتنا الماسة إلى تغيير ما بالنفوس لقول الله عزوجل فى[11- الرعد].:
} إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ {
فالذي بالنفس ويجعلها ترضخ للمغريات، وتُقبل على الشهوات، وتنسلخ من مبادئها، هو الطمع والشح، والحرص والشَّره، والغفلة والحقد، والحسد والغل، وغيرها من الصفات الذميمة ولا تتغير النفس من نفس أمّارة أو خبيثة إلى نفس لوامة أو مطمئنة إلا بالتخلي عن هذه الصفات، واقتلاع هذه الآفات مصداقًا لقول الله عزوجل فى [47- الحجر]. :
} وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ {
فكل صفات النفس التي تحجبها عن الأنوار، وتُقعدها عن متابعة النبي المختار، وتجعلها تخلد إلى دار البوار، يجب على شبابنا التنبه إلى أخطارها، والعمل على اقتلاعها من جذورها، فالنفس كما قال الإمام أبو العزائم رضى الله عنه في شأنها: هي النفس للداني تحنُ وترغب وللعاجل الفاني تميل وتطلب
هذه النفس كيف نعالجها؟ وكيف نقضي على شرورها ونزغاتها؟ أباللوائح والقوانين؟ أم بالدبابات والمدافع؟ لا هذا ولا ذاك. أنستطيع أن نُقَوِّمَهَا بالعلم الحديث؟ كلاَّ!!! فإن أوربا جعلت العلم المادي إلهاً يعبدونه من دون الله، ويدَّعون أنه يهيمن على كل شئ، فإذا سألناهم: ما رأي العلم الحديث في تعاطي الخمر؟قالوا: يحرمها ويجرمها - لأسباب كثيرة يضيق حيّز هذه الصفحات عن ذكرها - فلماذا تشربوها رغم كشف العلم عن مضارها؟! وهذا أيضًا رأي العلم في الزنا وغيرها من منكرات الطباع والأخلاق، ولكن العلم وحده ليس عنده القوة التي تدفعني إلى هذه المجاهدات وتلك المكابدات، .... لكن الذي يدفعني لها نور القرآن، وهدي النبي العدنان، وصلابة الإيمان.
تم نقل الموضوع من كتاب (تربية القرآن لجيل الإيمان)
http://w
ww.fawzyabuzeid.com/news_d.php?id=169
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن العجوز
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 35
نقاط : 27581
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/10/2011

تربية القرآن لجيل الإيمان                       ( متجدد )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد تربية القرآن لجيل الإيمان ( متجدد )    تربية القرآن لجيل الإيمان                       ( متجدد )  - صفحة 2 Emptyالإثنين نوفمبر 28, 2011 7:21 am

نور القرآن
وقد قال في ذلك سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه : (إن الله يزع بالقرآن ما لا يزع بالسلطان). فنور القرآن هو الذي يستطيع أن يمنعني من العصيان، لكن أمر السلطان أستطيع أن أفر منه أو أتنصل، بل أستطيع أن أضيع كل ملابسات الجريمة، حتى ولو كان هناك شاهد ملموس عليّ كالبصمة على الإصبع، فالبعض يبتر إصبعه حتى تذهب آثار جريمته، لكن من الذي يستطيع أن يمحو آثار جريمته ممن يقول للشئ كن فيكون؟ إنه عزوجل يقول [105- التوبة]:
} وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ {
فالمؤمن الذي يشعر بداخله أن الله عزوجل يراه، يرى حركاته وسكناته، ويطلع على خواطره وعلى توجهاته وعلى نياته، كيف يعصاه؟.
إنه لا يستطيع عصيانه عزوجل حتى ولو كان في خلاء من الناس، لأنه تيقن بقلبه أن الله عزوجل لا يخلو منه زمان ولا مكان، وإن كانت عيون الحس لقصورها وضعفها لا تراه، لكن عيون القلب تشهد صفات الله وجمالات الله وكمالات الله ظاهرة في كل مظهر في هذه الحياة.
وإذا نظرت عيني إلى أي كائن تغيب المباني والمعاني سواطع
إذاً ما الذي يسوق الناس إلى البرِّ وفعل الخيرات، ويجعلهم يتمسكون بالفضائل كالهدى والعفاف، ويبتعدون عن الرذائل والمنكرات؟ جهاد النفس على نهج شريعة الله، وليس هذا الكلام الذي نقوله نظريًا، ولكن هناك التجربة العملية الناجحة التى خاضها محمد رسول الله صل الله عليه وسلم والذين معه. وكلنا نعلم ما كان عليه القوم من أخلاق جاهلية، ونزعات إبليسية، فقد كان بينهم من هو أشد من الشياطين فسادا وضلالا، ولذلك قدَّم الله عزوجل ذكرهم في الآية لخطورتهم على شياطين الجن، وذلك في قوله سبحانه: } شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا { [112- الأنعام].
وكان بعضهم في أفعاله وأحواله أضل من الأنعام ولذلك يقول الله عزوجل في شأنهم: } أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ { [179- الأعراف].
فلم يكن عندهم معاني ولا فضائل تليق بتكريم الله للإنسان، أو تناسب الكمال الذي أعد الله له الإنسان.
لكن ماذا حدث؟ كل هذا تغير في طرفة عين على يد رسول الله صل الله عليه وسلم ، فقد أصبحوا بعد السفاهة حلماء، وبعد الجهالة علماء، وبعد الضلالة هداة حتى قال فيهم صل الله عليه وسلم : (علماء حكماء فقهاء، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء).
لقد طهرهم صل الله عليه وسلم ، من صفات الجاهلية، وخلَّقهم بعد جهاد أنفسهم بالصفات الربانية من الرحمة والشفقة والعطف والبذل والإيثار والعفو والصفح وغيرها وكذلك الأخلاق القرآنية من التواضع والخشوع والإخبات والابتهال والتبتل وغيرها فلما نصروا الله بإقامة شريعته، وحفظ كتابه، والعمل بأحكام دينه، والحرص على وصاياه وتوجيهاته، نصرهم الله عزوجل على أعدائهم تنفيذاً لقوله عزوجل فى(7محمد): }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ{
[color=red]ميادين جهاد
المؤمنين
إن الذي أضاع حال معظم الناس في هذا العصر، اعتقادهم أن ميدان الجهاد في الحصول على الأموال فقط لأن بها تتيسر لهم وسائل الحصول على الشهوات، ونيل جميع الرغبات ولذلك سولت لهم أنفسهم أن كل طريق للحصول على المال فهو مباح ولو كان الغش أو الخداع، أو السلب أو النهب، أو النصب والاحتيال أو الكذب، فالمهم أن يحصل على المال بأي وسيلة وبأي كيفية ويبررون ذلك بقولتهم المغلوطة: الغاية تبرر الوسيلة.
لكن المؤمن يجاهد لتحصيل المال من طريق حلال، فإذا انتهى من سعيه على معاشه عمل بقول الله عزوجل لحبيبه ومصطفاه صل الله عليه وسلم : }فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ { [ 7و8- الإنشراح].
فتجده يجاهد في ميدان من الميادين التي أشار إليها القرآن، فبعضهم يجاهد ليكون مع القوم الذين يقول الله عزوجل فيهم: }رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ{ [37- النور].
وبعضهم يرغب في الدخول في مقام: } يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ { [54- المائدة] ويكتب في ديوان المحبين، فجهاده في التخلق بقول الله عزوجل : } يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ { [54- المائدة]
ومنهم من يودّ أن يكون:
} مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا { [69- النساء].
ونحن نطلب هذا المقام في كل ركعة من ركعات الصلاة حيث نقول:
} اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ { [ 7،8- الفاتحة]. والصراط المستقيم لا يكون بالصلاة فقط، ولكن بالجهاد في التحقق بقول الله عزوجل : } وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ { [69- النساء].
فإذا كنت أطيع الله عزوجل في القيام بالصلاة وأخالفه بالكذب على عباد الله، أو الخيانة للمؤمنين بالله فهذه طاعة مردودة لأن الدين لا بد أن يؤخذ جملة واحدة فالطاعة كما أقوم بها في العبادات لابد أن أقوم بها في المعاملات، ولا بد أن أتصف بها في الأخلاق، بل قد وصل الأمر ببعض الصالحين إلى التأسي برسول الله صل الله عليه وةسلم حتى في العادات، كالنوم والأكل والشرب وما شابه ذلك، وذلك لرغبتهم الشديدة في أن يكونوا في معيته صل الله عليه وسلم .
إذن فالمؤمن يجاهد في ميدان من ميادين الجهاد التي وضحها القرآن، أو بيَّنتها سنة النبي العدنان، ويطلب بذلك الأنس بالله، أو التلذذ بذكر الله، أو التمتع بمناجاة الله بكلام الله، أو الدخول في معية سيدنا رسول الله، أو الحصول على الدرجات العالية في الجنة، أو ضمان الأمان في الدار الآخرة من عذاب الله والدخول في المقام الكريم الذي يقول فيه الله عزوجل : } أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ {[82- الأنعام].
ومن يفعل ذلك فهو الإنسان الذي تحقق بخلافة الله، واستحق تكريم الله في قوله جل شأنه: } وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً { [70- الإسراء]، وقد نَبَّه إلى بعض هذه المعاني الإمام عليٌّ رضى الله عنه وكرَّم الله وجهه حيث يقول فى أبيات اشتهرت له:
أتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
دواؤك فيك وما تبصر وداؤك منك ولا تشـعر
وأشار إلى ذلك أحد الصالحين في قوله:
يا صورة الرحمن والنور العلي يا سدرة الأوصاف والغيب الجلي
فيك المعاني كلها طويت فهل أدركت سِرًّا فيك من معنى الولي؟
فنحن نريد إصلاح النفوس أولا قبل إصلاح القوانين واللوائح، وإقامة النفوس الفاضلة قبل إقامة المباني والمنشآت، فإصلاح النفس هو الذي عليه المعوِّل الأول في الإصلاح، فلو أن فردًا واحدا فقط استطاع إصلاح نفسه، لفتح الله عزوجل به دولاً كاملة، لأن اللهعزوجل يهيئ له الأسباب، ويفتح له القلوب، ويجري الخير على يديه، ويسوق البر في ركابه تحقيقًا لقوله سبحانه:
} وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا { [55- النور].
وفي هذا العصر الذي نحن فيه لن ينصلح حال مجتمعنا إلا إذا انتشر العلماء العاملون، والحكماء الربانيون، والأئمة المخلصون، يهذبون النفس بعلمهم وحالهم، ويخلعون منها الحقد والحسد والغل والبغض، ويملئونها بالحب والشوق والوجد والإيثار وينشرون أخلاق الأنبياء وصفات الأولياء.
فإذا امتلأت القلوب بهذه المعاني فستنحصر الجريمة في المجتمع، وتنزوي الأخلاق السيئة، وتتوارى الرذائل، وسنجد في قلوب شبابنا وبناتنا سدًا إيمانيًا منيعًا يصد التيارات الإلحادية والمادية الجارفة التي يسلطها علينا شياطين أوربا وغواة أمريكا، هذا السد الإيماني يجعل صاحبه من الفتية الذين يقول فيهم الله فى كتابه الحكيم:
} إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى { [13- الكهف].
فلو ألقي في وسط جهنم المعاصي في لندن أو باريس أو غيرها، فلن يستطيع أي إغراء أو إغواء أن يؤثر فيه أو يفتنه، لأن السد الإيماني بداخله يحفظه من ذلك. من أين بُني هذا السد؟ من كلام الله، ومن سنة رسول الله، والعمل بهما بإخلاص طلبًا لمرضاة الله عزوجل .
أما الذي ليس عنده هذا السد الإيماني فتجده يبحث عن المعاصي ليرتكبها، ويلح في طلب الدواعي التي تهيئ له الدواعي، وتتبرج له الدنيا، وتتزين له المعاصي !!! .... ولسان حالها يقول له : ..... هيت لك!! فيجيبها لسان حاله قائلاً : } قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ { [23- يوسف].
من الذي يصنع هذا السد ويبنيه في قلوب بنينا وبناتنا؟
العلماء العاملون والدعاء المخلصون الذين يقول فيهم الله جل شأنه:
} وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ { [24- السجدة]، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تم نقل الموضوع من كتاب (تربية القرآن لجيل الإيمان)
http://www.fawzyabuzeid.com/news_d.php?id=169
[1] صحيح مسلم عن أبى سعيد الخدرى عن أبيه
[2] من رع.اية شباب الإسلام، أولاً كانتك التربية الجنسية.
[3] رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:
[4] سنن الكبرى للبيهقي عن أبى [/color]هريرة



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تربية القرآن لجيل الإيمان ( متجدد )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
»  تربية القرآن لجيل الإيمان
» تـفسير لأيات القرآن وترجمتها بعدة لغاتْ ومـعجم لآلفاظ القرآن
» فنون تربية الأبناء
» نور الإيمان
»  لماذا نهى النبي عن تربية الكلاب في المنزل؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اكبر منتدى اسلامى (حلمنا نتبع سنة رسولنا) :: منتديات البيت :: الاسرة والطفل-
انتقل الى: